محمد، محمد بنيـس، أيها الملاك المدهش الذي يدخل شراييني، يجري كـ”جمرة اللحظات” ويوقد “صداقة الأضواء”: قُـدْني بصحبتك إلى “حدائق الأموات”، إلى أماكن النخيل هاته، التي نراها بين “هاويتين هاربتين”. ادخُلْ “حفرة صدري” ودلّني على “هبة الفراغ” التي تتهجّج وعلى حدقات عيون الحيوانات وقد كوّنتْها الدموع، تلك الحيوانات التي تتجه صوب أبواب السُّكْر لتطعّمنا بشغف الضوء، هذا الجوهر الذي تعْـبره تلك الطيور المؤدية بنا إلى الجنون السعيد، حيث بتؤدة تتأمل الموت.
إنك “توقظ الماء”، تحرك لألأة الظل، وتقرأ “خط الرمال”. ثمة فيك “صرخة عارية” تكتشف الثمار في فضاء الشهقات، إنك ملِكُ مسّاحي الأرض، وببطء تنزلق على امتداد “شواطئ النسيان” : تخْـلـُق لحظة تكسوها الشساعة.
معاً سنشرب ذاتَ يوم من “حليب التائبين”. وإلى ذلك الحين، أترجّاك، قلْ لي، أيّ عمق هو في عيون الرب غير الموجود الساهر علينا عند حدود العدم، في الأبدية التي هجرها الحمام، في “صفاء الوقت” الفارغ.