الوديعةُ أو الانتصارُ للفكرة الشعرية. بذلك أنصتتْ ممارسةُ محمد بنيس لمُمكِنها، وأودعتْ به سؤال الحياة في القصيدة، وهي تختبرُ تبدلاتها وعناصرَها. ولم يكن من السهل الانتسابُ إلى المستقبل، في زمنٍ يعودُ فيه الماضي إلى ماضيه، ولا القرارُ في مشهدٍ لا ملامح له. والاختيارُ مغامرةٌ تهيئُ المعرفةَ، مثلما تهيئُ الجسدَ للأهوال. وبهذا الاقتناع الحيوي عبرتْ كتابةُ بنيـس، منذ أزيدَ من أربعين سنة، مضايقَ الشعر من موقع النسب الشعري لسلالةٍ تلتقي في تبادل الوديعة.