المهدي أخريف

 

بمجهود سنوات مِنَ العمل الشعريّ الشَّغوف المتنّسك وُفّق محمد بنيس إلى إهدائنا كتاباً شعرياً كبيراً قيمة وحجماً وشكلاً عن “الأزرق”.

وفق المنهجيّة الشعرية ذاتِها التي جرّبها عبر مسالك ومسارات شعرية جديدة ممتدّة. تلك المنهجيّة التي اكتسبتْ صفةَ الخيار “الاستراتيجي” لديه في الكتابة الشعرية. لَكِن دائماً، وفق مِعْمَار مخصوص وتشكيل جديد مجدِّد باذخ البناء كما هو الأمر في “هذا الأزرق” وكما خَبرناه في أعمال سابقة له مِن قبيل “هبة الفراغ”. “ورقة البهاء” (ديوان فاس). “نهر بين جنازتين”. ثم “هناك تبقى” وهو العمل المكرس للحفر الشعري المترَحِّل النبَّاش في شعرية الأحجار. أحجار وصخور الكهوف والأغوار. الأمكنة البحرية والجبلية. مع خَصِّهِ “الأحجارَ الكريمة” ذاتها بقصيدة بديعة بعنوان “ليلة الياقوت”.

[….]

فهذه قصائد بنيس الزرقاء تتوج مساراً شعرياً باهراً لها علينا واجب أن نؤانسها ونستأنس من خلالها ونتبرّك بشُعَل الأزرق اللانهائيّ الذي مِنْه أتى البَدْء ومنه تفجّر ينبوع الأشعار الأبقى والأنقى.

Comments (0)
Add Comment